حضانة الأطفال بعد الطلاق

القانون والشريعة يحسمون الجدل في قضية حضان الأطفال بعد الطلاق

ازدياد مُعدل حالات الطلاق بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة الماضية، الأمر الذي بدوره يُسبب الكثير من المُسشكلات النفسية لدى الأبناء، والتي قد تبدأ عندما تكثر الخلافات الزوجية بين الأباء من الحين والآخر، ويصبح الأمر مستحيل تكفية وتكملة الطريق معًا، وبالتالي ينكعس بالسلب على حالة الأبناء النفسية، ويزداد الأمر سوءً في حال كان الأبناء لا يزالوا صغارًا؛ حيث أن كلاهما يستخدم الطفل كورقة ضغط على الطرف الأخر، وهنا تظهر قضية جديدة تشغل بال الرأي العام، وهي إلى من تكون حضانة الأطفال بعد الطلاق.

فـ  نتيجة رغبة الانتقام التي تظهر عند الطرفين فقد يضيع الأبناء بينهم فكلاهما يُريد أن يُعاقب الآخر، ولكن في حقيقة الأمر المُعاقب الأول والأخير في هذه القضية الشائكة هما الأبناء لا غيرهم؛ حيث أنه على أي حال سوف يحرمون من حنان وعطف الأم، وسند الأب ، لذا يكبرون بدون اتزان نفسي، ولكن على أي حال فإن القانون والدستور والشريعة وحدهم هم من يتحكمون من أمر الحضانة بعد الطلاق، وهذا ما سيتم التطرق إليه خلال السطور القليلة القادمة.........

حضانة الأطفال بعد الطلاق، لمن تحق؟

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:" أبغضُ الحلال إلى الله الطلاق"، و قضية حضانة الأطفال بعد الطلاق من القضايا الشائكة حقا والتي شغلت بال الرأي العام بشكل كبير للغاية، وبالأخص بعدما ازداد عدد حالات الطلاق بشكل مبالغ فيه.
  • ولكن قبل التحدث عن أحقية حضانة الأبناء بعد الطلاق تكون لمن، فدعنا نوضح أمر بسيط للغاية قبل الخوض في الحديث عن هذه المُشكلة الصعبة والمُعقدة.
  • نتيجة جهل الزوجين وعدم قدرته على إدارة ومعالجة مُشكلاتهم الزوجية التي لا يخلو منزل من وجودها حقًا.
  • ولكن هناك من يستطيع التعامل والتعايش معها ويتمكن من السيطرة عليها، وعدم جعلها مشكلة تُساهم في تدهور الأمر وجعل الحياة مستحيلة معًا، وهناك من يستسلم ويرفع الرايا للوضع الحالي.
  • وقد يظن الوالدين أن الأطفال الصغار لم يدركوا ما سيحدث بينهم ولا يعرفون ما يحدث من خلاف، ولكن هذا الاعتقاد والظن خاطئ تمامًا.
  • الأطفال على الرغم من صغر سنهم وأعماره، إلا أنهم يستطيعون التعرف على وجود خلاف وتوتر في العلاقة بين الوالدين.
  • حتى وإن لم يصل الأمر إلى تبادل الألفاظ والتراشق بالأيدي، فما بالك عندما ما يصل الأمر إلى الشجار ومن ثم إلى الطلاق.
  • مما يسبب تأثير سلبي بالغ الضرر على صحة الطفل النفسية، ففي هذا السن والعمر يكتسب الطفل الخبرات ويكون شخصيته، فكيف برأيك تعتقد أن تكون شخصية الطفل، بعد رؤية الخلافات، وارتفاع الصوت والتبادل والتراشق بالأيدي، وبالكلمات؟.
  • لذا عليكم أن تكون حريص وحذر أكثر من ذلك، على الأقل لمصلحة الأطفال بينكم الذين يضيعون و يتوهون في منتصف الطريق، وربما لا يتمكنون من التوصل إلى منتصف الطريق من الأساس.
  • فلابد من الحرص على إدارة الخلاف بطريقة أفضل، وبشكل اكثر تحضرًا بدون تبادل الألفاظ أو الأيدي، والتحكم في الأعصاب.
  • ويفضل التوصل إلى حلول أمام الأطفال لتوصيل فكرة أن الخلافات أمر طبيعي وعادي، فلابد من الحرص على استخدام الذكاء في هذا الأمر لبناء جيل قادرة على التعامل مع مشكلات وضغوطات الحياة ولا يغرق ويتوه في طريق الانحراف والاعوجاج.
  • ولكن على أي حال فإن أحقية حضانة الأطفال بعد الطلاق تؤول للأم حتى بلوغ سن الزواج للبنت وبلوغ الولد سن الـ 15 عام.
  • مع مراعاة أن يكون الأب متكفلًا بكل كبيرة وصغير للأبناء، شرط أن لا تقوم الأم بالزواج من شخص آخر في فترة الحضانة.

حضانة الطفل بعد الطلاق في القانون المصري:

  • " الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ"،  لا تجعل غضبك يسيطر عليك، تمالك أعصابك ولا تلفظ لفظ انتِ طالق مهما كلفك الأمر، وأيضًا يا سيدتي لا تجعلي لفظ طلقني من أكثر الكلمات تدولًا من قبلكِ أمام الأبناء.
  • وذلك لأن هذا القرار قرار مصيري لابد من اتخاذه بعد تفكير عميق واقتناع تام بأن الحياة بينكم أصبحت شبه مستحيلة.
  • ويفضل التوصل إلى حل بالتراضي بينكم، لأن هذا القرار يفقد الأبناء الشعور بالأمان، وبالأخص في هذه العمر الصغير للغاية.
  • فتكون النتيجة أن الأبناء يحملون مشاعر الكراهية والحقد والبغضاء على أحد الأبوين ، فلماذا يحدث هذا كله؟، وأنتم في غنى عن كافة هذه العواقب.
  • ولكن بخصوص قانون حضانة الأطفال بعد الطلاق في مصر، فقد شهد هذا القانون مجموعة من التغيرات والتطورات خلال الفترة الأخيرة.
  • حيث أنه قانون حضانة الأبناء بعد الطلاق في مصر يضع  مصلحة الطفل في مقدمة أولوياته.
  • طالما الطفل مازال  يحتاج إلى رعاية وحنان الأم فيحق للأم أن تؤول حضان الطفل بعد الطلاق.
  • طالما الأم لم تتزوج بعد فيحق لها أن تؤول إليها حضانة الطفل بعد الطلاق، حتى يصل إلى سن الرشد أي سن الـ 15 عام.
  • وبعد مرور هذه المدة المحددة يحق للأب تخيير الأبناء مع من يفضلون البقاء بعد مرور هذه المدة.
  • كما أنه يحق للمرأة المُطلقة أن تبقى داخل منزل الزوجية طوال مدة الحضانة هذه، وبعد مرور المدة يفضل أن تترك مسكن الزوجية.
  • كما أنه يجب على الأب أن يتكفل بكل مصاريف واحتياجات الأم والأبناء طوال مدة الحضانة المذكورة أعلاه.
  • و يحق للمرأة المُطلقة رفع دعوى على الزوج في حال رغبتها في الحصول على الولاية التعليمية للأبناء.
  • وجديرًا بالذكر أن القانون المصري لـ حضانة الطفل بعد الطلاق يُطبق إذا كانت الأم مسلمة وغير مسلمة فلا يتنافى تطبيق القانون من أي دين من  الأديان السماوية.

لمن تؤول حضانة الأطفال بعد الطلاق في حال زواج الأم ؟

  • كافة القوانين ومواد الدستور قد حسمت الجدل الحادث بخصوص أحقية حضانة الأطفال بعد الطلاق ، ومنحتها للأم.
  • ولكن في حال زواج الأم بعد الطلاق، فقد سقطت أحقيتها في حضانة الأطفال، ولكن السؤال هنا، من يحق له أن يربي الأبناء؟، ومن يتكفل بهم في حال رغبة الام بالزواج؟.
  • يحق لولدة الزوجة" جدة الأم" في المقام الأول أن تؤول إليها حضانة الأطفال، وإن لم توجد فتكون لوالدة الزوج" أم الأب" .
  • وإن لم توجد، فيحق للأب، وفي حال رفضه أو إذا كان غير جديرًا بتحمل هذه المسؤولية فتؤول المهمة للخالة، ومن ثم للعمة.
  • من ثم بنات الأخت ، أو بنات الأخ، وذلك على حسب الترتيب العمري، وهكذا بالتدريج من خالات الأم، وخالات الأب، وعمات الأم وعمات الأب.

 متى تؤول حضانة الأطفال بعد الطلاق للأب؟

  • فثمة أسباب وأمور تجعل للأب أحقية حضانة الطفل بعد الطلاق على الرغم من أن الشريعة والقوانين والدساتير نصت على أن للأم الأحقية في الحضانة لحين وصول الأبناء سن الرشد.
  • ولكن يحق للأب حضانة الطفل بعد الطلاق في حال إذا كان الأم كانت غير قادرة وغير جديرة بتربية الأبناء، أو حتى كانت تُعاني من مرض مزمن من شأنه أن يؤثر على صحة الطفل.
  • أو حتى إذا كانت الأم  تُعاني من مشكلات نفسية معينة أو تقوم بسلوكيات غير مقبولة تناول الكحوليات، أو تعاطي المخدرات.
  • إذا كان الأم تقوم بتعنيف و مُعاقبة وضرب الطفل بدون سبب، مما يؤثر على حالة الصحية والنفسية على الطفل.
  • وتفقده الشعور بالأمان وتجعله شخص منبوذ من قبل المجتمع لأنه يتجه إلى الانحراف والقيام بالأعمال الغير مشروعة فيما بعد.
  • قيام الأم بسلوك غير متوافق مع الآداب العامة أو تصرف مُشين، أو ارتكاب جريمة مخلة بالشرف والأمانة يُعاقب عليها القانون.
  • و تؤثر على حياة الطفل فيما بعد، هنا يحق للأب حضانة الأطفال بعد الطلاق إذا كان جدير ومهيئ لذلك. 

وختامًا النساء أولًا فـ  قانون الأحوال الشخصية يحسم الجدل حول هذه القضية الشائكة، ويؤكد أن الحق الأول للنساء بخصوص حضانة الأطفال بعد الطلاق بداية من الأم، ومن ثم أم الزوجة" الجدة من الأم"، وفي حال عدم تواجدها تكون الأحقية لأم الزوج " الجدة من الأب" ومن ثم يأتي بعدهم الأب.

 

 

العوده لاعلي